أكل لحوم البشر وشرب الدم

أكل لحوم البشر وشرب الدم 

المسيحي من طقوسه أكل لحم البشر وشرب الدم

جاء في كتاب ((هل نتناول خبزاً وخمراً أم جسداً ودماً))

للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير

كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد

قال :-

هل نتناول جسد حقيقي ودم حقيقي ، أم مجرد خبز وخمر فقط ؟ وهل يتحول الخبز والخمر بالروح القدس وقوة الكلمة الإلهي إلى جسد ودم ؟

آمنت الكنيسة منذ البدء كما تسلمت من الرب يسوع المسيح أن الخبز والخمر الذي يقدم على المذبح يتحول بحلول الروح القدس وبقوة الكلمة الإلهي إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح ؛ وكما يقول ذهبي الفم ” عندما يقف الكاهن أمام المائدة ويرفع يديه إلى السماء ؛ يستدعى الروح القدس فيأتي ويلمس القرابين ؛ ويكون سكون ووقار على الموضع “. وذلك على الرغم من احتفاظه ، بطعم الخبز والخمر ، وكذلك بالمظهر الخارجي لهما ، لأن التحول يتم بشكل روحي سرى . وقد أظهر الله هذه الحقيقة الجوهرية ، حقيقة تحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم ، في مناسبات كثيرة وفي كل عصور الكنيسة وشاهدها وعاينها كثير من الناس . وتمتلئ كتابات آباء الكنيسة ابتداء من النصف الثاني للقرن الأول بالشهادة لهذه الحقيقة .

قال القديس كيرلس الأورشليمي أسقف أورشليم (314 – 387م) في كتابه العظات دراسة وافية :-

بعد أن نتقدس بهذه الأناشيد الروحية ، نصلى إلى الله محب البشر لكي يرسل روحه القدوس على القرابين الموضوعة (أي الخبز والخمر) لكي يجعل الخبز جسد المسيح ، والخمر دم المسيح . لأن كل ما يمسه الروح القدس يتقدس ويتحول “.

أعلن بولس : “ لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي كذلك الكأس أيضاً بعدما تعشوا قائلاً هذا الكأس هي دمي ” (1كو23:11-25) . وبما أن يسوع صرح بذلك وقال عن الخبز (مت26:26) ” هذا هو جسدي ” ، فمن يتجاسر ويشك بعد ذلك؟ وعندما يؤكد هو بنفسه بكلام قاطع : ” هذا هو دمي ” (مت27:26) فمن الذي يعارض ويقول إنه ليس دمه ؟

لقد سبق له أن حول الماء إلى خمر في قانا الجليل بفعل إرادته (يو1:2-11) ، فهل لا يصدق عندما يحول الخمر إلى دمه ؟

وقال القديس أغناطيوس الأنطاكي (30 – 107م) أسقفاً لإنطاكية وتلميذاً لبطرس الرسول وقال عنه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ” أغناطيوس الذي اختير أسقفاً خلفاً لبطرس ، والذي لا تزال شهرته ذائعة بين الكثيرين ” (ك 3 ف 2:36) . ويقول بصريح العبارة ، وهو يشرح إيمان الكنيسة في عصره أن ” الأفخارستيا ” هي ” جسد مخلصنا يسوع المسيح ” وأن ” كسر الخبز ” هو ” دواء الخلود ” ، مؤكداً أن كسر الخبز والأفخارستيا هما جسد الرب ودمه الذي هو دواء الخلود .

وهذا ما اكده ايضا : يوستينوس الشهيد ، والقديس إريناؤس (120 – 202م) أسقف ليون بالغال (فرنسا حالياً) ، وأكليمندس الإسكندري (150-215م) مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ، وكابريان (205 – 258م) أسقف قرطاجنة بشمال أفريقيا ، و العلامة ترتليان (145 –220م) من قرطاجنة بشمال أفريقيا ، و العلامة أوريجانوس (185 – 245م) تلميذ وخليفة أكليمندس الإسكندري ، و القديس أثناسيوس الرسولي (318 – 373م) .

واخيرا : قال القديس أفرايم السريانى (338 – 373م) كيف ناول الرب يسوع المسيح تلاميذه جسداً حقيقياً ودماً حقيقياً وليس مجرد خبز وخمر ، إذ تحول الخبز على يديه إلى جسد حقيقي للرب ، وتحولت الخمر على يديه إلى دم حقيقي ، فبعد أن أكل التلاميذ الخبز الجديد المقدس ، وبعدما فهموا بالإيمان أنهم أكلوا جسد المسيح ، أخذ المسيح يشرح لهم ويعطيهم كل السر المقدس . ثم أخذ كأس ومزجه من خمر ، ثم باركه وقدسه معلنا أنه دمه الذي كان على وشك أن يسفك وأمرهم المسيح أن يشربوا ، وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه : حقاً هذا هو دمي الذي يسفك عنكم أشربوا منه كلكم لأنه العهد الجديد الذي بدمي . كما رأيتموني أصنع ، اصنعوه أنتم أيضاً لذكرى ، عندما تجتمعون بأسمى في الكنائس في كل مكان اصنعوا ما صنعت ، لذكرى . كلوا جسدي وأشربوا دمي “.

.

رااااااجع هذا الموضوع

.